لقاء (الشعب) بين الخداع والاحتقار “شعب يحتضر” /نسخة أطار

رر

أظهر اللقاء المزيف الذي أطلق عليه النظام العسكري والإعلام العمومي الموريتاني المختطف من قبله “لقاء الشعب” ,المستوى المضمحل الذي يتمتع به الجنرال الشعبوي محمد ولد عبد العزيز. وأكد هذا اللقاء أن دولة تسير من قبل شخص بهذا المستوى سيكون مصيرها الفشل والتلاشي إن لم يضع أبناؤها حدا لهذه المهزلة وينتفضوا ضد هذا النظام العسكري الذي يقود البلد بسياسات ارتجالية شعبوية وفساد كبير.

هذا اللقاء لم يكن لقاء بالشعب بل كان لقاء ببعض الموالين للنظام العسكري جرى انتقاؤهم بعناية شديدة مع إضافة بعض الرتوش للتمويه على المشاهدين.

أولا: الجنرال يريد وقف دعم الدولة للمحروقات لأن غالبية الشعب لا يملكون سيارات

أحيانا تعجز الدولة عن مواصلة دعم بعض المواد الاستهلاكية لنقص السيولة لديها ولكن جنرال الفساد أظهر بعدا ثالثا يمكن للدولة أن تتخلى بموجبه عن دعم إحدى أهم المواد الاستهلاكية. فقد قال كبير السماسرة إن موريتانيا تدفع 56 أوقية عن كل ليتر بنزين وأن الزيادات التسعة عشر والارتجالية التي جرت منذ استيلائه على السلطة بقوة السلاح على سعر هذه المادة كان من أجل تخفيف العبئ عن خزينة الدولة. ويضيف الجنرال الشعبوي “أنا مع رفع دعم الدولة عن هذه المادة لأن غالبية الشعب لا يملكون سيارات”.

ما هذا الجهل يا إلهي؟ بأي منطق يحكم هذا دولة؟ ألا يعلم جنرال الفساد أن العجوز الجالسة في البادية والتي لم ترى في حياتها سيارة ستتضرر عندما ترفع الدولة دعمها عن المحروقات لأن البضاعة التي ستصلها سيرتفع ثمنها؟ نعم إنه لا يعلم لأنه عديم الأهلية والكفاءة.

ثانيا: الجنرال لا يهمه إن كان من تتعامل معه الدولة الموريتانية محتالا مطلوبا للعدالة

هل يعقل أن تتعامل دولة وتوقع عقدا مع مؤسسة رئيسها محتال ومطلوب للعدالة وممنوع من دخول عدة دول بسبب صفقات مشبوهة؟ برأي الجنرال الفاسد نعم يمكنها أن تتعامل معه. حصل هذا في صفقة الصيد الجريمة حيث أن مدير الشركة الصينية الطرف الآخر في الاتفاقية والموقع عليها ممنوع من دخول الولايات المتحدة الأمريكية ومطلوب للعدالة في الأرجنتين بسبب صفقات مشبوهة ولكن الجنرال يقول إن ذلك لا يهمه فالصفقة موقعة مع مؤسسة وليس أشخاص. طبعا الجنرال لانعدام التجربة لديه يجهل أن المؤسسات تبنى بالأفراد ومدى إتقانهم للعمل وإخلاصهم فيه. أما اللصوص والمحتالون فينشئون المؤسسات من أجل الاحتيال على الآخرين.

ثالثا: الجنرال يقيس المساحة بوحدة الكيلومتر

أي بلوى حلت بأحفاد المرابطين أهل الفضل والعلم حين يكون من يسير شؤونهم لا يعرف بأي وحدة تقاس المساحة؟ وحين يختلط على من يسير شؤونهم رقما وراءه ثلاثة أصفار مع رقم آخر وراءه ستة أصفار فيصبح المليون ألفا وتصبح الألف مليونا؟ حدث ذلك عندما أراد جنرال الفساد الشعبوي الذي لا يملك أي مستوى تعليمي يذكر، أن يعطي أرقاما عن الأحياء الشعبية فقال إن رقم الأراضي الممنوحة خلال الفترة الماضية كان 53 مليون كيلومتر أو 35 كيلومتر ، وكانت هذه المساحة لحوالي 700 شخص ، في حين منحت خلال الفترة الأخيرة 7 ملايين كيلومتر أو 700 ألف كيلومتر. كلام غير مفهوم وطبعا في إعادة اللقاء المهزلة قام التلفزيون العمومي المختطف من قبل العسكر بقطع هذه الفقرة.

رابعا: الجنرال يعتبر تناقص السياح الفرنسيين في موريتانيا مشكلة يجب على فرنسا حلها

إنه الجهل في أوضح تجلياته. كيف يمكن لشعب في هذه الدنيا أن يقبل ولو ليوم واحد أن يحكمه مثل هذا؟ الجنرال الفاسد يقول إن موريتانيا ليس لها دخل في عدم توافد السياح الفرنسيين. طبعا هو يجهل أن هناك سياسات تتبعها الدول لترغيب السواح في زيارتها. والسبب الحقيقي في عزوف السياح الفرنسيين وغيرهم عن موريتانيا هو السياسات الفاشلة للنظام العسكري الدكتاتوري بقيادة جنرال الفساد والذي أشعل حربا نيابة عن فرنسا ضد القاعدة وهو ما جعل المنطقة كلها غير آمنة وحتى رالي دكار الشهير جرى نقله إلى أمريكا الجنوبية بسبب ذلك.

خامسا: الجنرال يعتبر إقالة مئات العمال الموريتانيين في الإمارات شأن إماراتي

هذا هو منطق الجنرال المستوحى من منطق الحمار “إذا شربت أنا فلتتكسر البئر”. الدول العظمى الغنية تسعى جاهدة لتثبيت  العمال في أماكنهم حتى ولو كانوا بالعشرات فقط وذلك لعلمها أن تسريحهم سيزيد من الأعباء الملقاة على عاتقها وسيزيد من فقر المجتمع. وحتى أننا نجد بعض الدول تتولى دفع جزء من رواتب العمال حتى يصلح حال المؤسسة التي يعملون بها وذلك خوفا من تسريحهم. أما جنرال الفساد فإن إقالة مئات الموريتانيين في الإمارات والمعيلين لآلاف الأسر في موريتانيا لا تعنيه في شيئ. طبعا لأن الشعب الموريتاني برمته لا يعنيه في شيئ.

سادسا: الجنرال يمن على المواطنين الذين جرى نقلهم من ليبيا

جهل جنرال الفساد بمهام الدولة وواجباتها تجاه مواطنيها جعله يمتن على مئات الأسر الموريتانية التي اضطرت إلى مغادرة ليبيا بسبب القتال بين الثوار ونظام القذافي الشمولي. وقال الجنرال إن نقلهم كلف الدولة مبالغ طائلة وأنهم كانوا عبئا عليها وربما يستشف من كلام جنرال الفساد أنه كان من الخطإ دفع تلك الأموال لإغاثتهم.

سابعا: الجنرال يتهم الشباب بأنهم مرتشون

كل الموريتانيين تابعوا نشاط الشباب الموريتاني المعارض لاتفاقية الصيد الجريمة مع شركة صينية رئيسها مطلوب للعدالة. وتابعوا حضورهم لجلسة البرلمان التي نوقشت فيها الصفقة ورموا كتيبة الجنرال البرلمانية بالبيض. وكلنا أيضا يتذكر المؤتمر الصحفي الذي عقدوه  في العاصمة دفاعا عن ثروتنا السمكية. كلنا يدرك أنهم مخلصون ولكن الجنرال الشعبوي له رأي آخر فهلاء الشباب بالنسبة له ما هم إلا مرتشون تلقوا أموالا من رجال أعمال يقول هو إن الصفقة تضر بمصالحهم. أيصح أن رئيس دولة يتهم شبابها بالرشوة؟

ثامنا: زوجة الجنرال تجلس بجانب رئيس الوزراء وابنه يتقدمهم

مشهد يذكر بآل مبارك أو بآل بن علي ذاك الذي تابعه الموريتانيون مساء الجمعة الماضي في قصر المؤتمرات. زوجة جنرال الفساد تجلس بين وزراء الجنرال وحتى خادمتها تتمشى بينهم وأمامهم وهي تحمل ابنة للجنرال. أما ابن جنرال الفساد، المراهق الذي أصبح رئيس شركة للتأمين فكان يتقدم الجميع ولم لا وهو في مزرعة والده. أما أقرباء الجنرال فكانوا يصولون ويجولون في القاعة ويتهددون عوام الناس ويتوعدونهم، لم لا وهم في مزرعتهم.

تاسعا: الجنرال يعتبر قمة الشفافية أن يصرح بممتلكاته أمام لجنة هو من عين أعضاءها

إنها السخرية من شعب بأكمله. يقول الموريتانيون إن الجنرال يملك ثروة طائلة تزداد على نحو صاروخي بطرق غير مشروعة. ويقول الجنرال لا فقد قدمت تصريحا بكل ممتلكاتي إلى لجنة الشفافية. وهي اللجنة التي عين هو أعضاؤها ويمكن أن يقيلهم في أي لحظة. ويعتبر الجنرال أن ذلك كافيا وأنه قمة الاستقامة.

إلى متى سيبقى الشعب صامتا

إلى متى سيرضى الشعب الموريتاني بتسليم أموره إلى نظام عسكري فاشل يقوده أمثال هؤلاء؟ ألم يحن الوقت بعد ليقول أحفاد المرابطين لا لكل هذا؟ ألم يحن الوقت ليقولوا نريد قيادة تمثلنا وتعمل على أسس علمية مدروسة بعيدا عن الارتجالية والشعبوية؟

هذا المنشور نشر في Uncategorized. حفظ الرابط الثابت.

1 Responses to لقاء (الشعب) بين الخداع والاحتقار “شعب يحتضر” /نسخة أطار

  1. lissnup كتب:

    Reblogged this on موريتانيا أخبار and commented:
    إلى متى سيبقى الشعب صامتا

أضف تعليق