مسعود و الجنرال ورق في مرحاض التأريخ !

فهرس

لايزال الجنرال وفيا لطبيعته الدكتاتورية وهوايته المتمثلة في إهانة واحتقار كل من يقترب منه حتى ولو كان وزيرا في نظامه أو حليفا سياسيا أو شخصية وطنية بحجم رئيس الجمعية الوطنية يبذل منذ فترة قصارى جهده في إنقاذ نظام الجنرال من الإنهيارقذفت أمواج الصدف بالضابط الميكانيكي ولد عبد العزيز إلى سدة الحكم رغم كونه ضعيف المؤهلات العلمية وعديم الخبرة والكفاءة، فكان طبيعيا أن ينزل العقاب الإلهي على شعب يرضى في القرن الواحد العشرين برئيس لايملك شهادة ختم الدروس الاعدادية وأن

تبدأ الجمهورية الإسلامية الموريتانية في الإنهيار، ركود اقتصادي غير مسبوق، غلاء فاحش في الأسعار ومعدلات قياسية للبطالة، موجة فساد شملت كل مفاصل الدولة، شركات وهمية حديثة النشأة يملكها الضابط الميكانيكي مع مجموعة من أقاربه تستحوذ على الصفقات العمومية، شركات أجنبية تنهب ثروات الشعب، أمراض وأوجاع لم يعرفها الأسلاف تحصد أرواح الأبرياء والأطفال ولاتسلم من سمومها البهائم، إنعدام للأمن وظهور لعمليات الإنتحار، عدالة منهارة لاتستطيع معاقبة الإبن إذا أطلق الرصاص ولاهي قادرة على التحقيق في مصدر الرصاص حين يكون ضحيته الوالد نفسه

الأزمة السياسية التي بدأت بإنقلاب 06 أغسطس 2008 المشؤوم ظلت تتفاقم بفعل تجاهل جنرال الفساد ونظامه لها، وإصرارهم على احتقار الشعب و وتجاهل مطالب المعارضة ورفض الأصوات الوطنية المنادية بالإصلاح، وهكذا تحكم الميكانيكي في كل صغيرة وكبيرة فأدخل البلاد في حرب بالوكالة حصدت من أرواح جيشنا الوطني مالم تحصده حرب الصحراء وأوصل الميكانيكي المسار السياسي إلى طريق مسدود حيث دولة وحيدة في العالم لايملك أغلب سكانها أوراقا ثبوتية والباقي منهم يحمل أوراقا منتهية الصلاحية، برلمان وبلديات ناقصة إن لم تكن فاقدة للشرعية.

ورغم هذه اللوحة السوداوية التي لايمكن مهما بلغت قتامتها أن تعكس حقيقة الوضع المأساوي الذي تتخبط فيه موريتانيا، وجد جنرال الفساد صيحات “الرحيل” تناديه وتلاحقه في كل مكان بعد أن هبت شخصيات وطنية وأحزاب معارضة أدركت أن بقاء جنرال الفساد مساو لإنهيار نهائي ودمار لما بقي مما كان يعرف سابقا بالجمهورية الإسلامية الموريتانية فامتلأت شوارع العاصمة ومدن في الداخل بحشود من المواطنين تريد وضع حد لحكم فاشل طالت أيامه

تحرك الحليف السياسي مسعود ولد بلخير رئيس الجمعية الوطنية وقدم بعد تفكير واتصالات وبحث طويل مبادرة سياسية تضمن للضابط الميكاني حفظ ماء وجهه وتجنبه ويلات مابعد السقوط مما جرت العادة أن لايراها دكتاتور مثله إلا بعد فوات الأوان، وقدم ولد بلخير حلولا ومقترحات قد تدفع بالمعارضين إلى التنازل عن بعض مطالبهم إن هم وجدوا جدية وإرادة في حل الأزمة، وطالب ولد بلخير بحكومة انتقالية أو حكومة وحدة وطنية وكفاءات على أن يكمل جنرال الفساد مأموريته الإنتخابية التي استحقها بانتخابات مزوة استخدمت فيها موارد الدولة وقدم رئيس اللجنة المستقلة للإنتخابات المشرفة عليها استقالته قبل إعلان نتائجها بشكل نهائي مستجيبا لوخز ضميره.

لم يشفع لولد بلخير ما قدمه من تضحيات ولم يقدر له الضابط الميكانيكي مابذله من جهد ووقت في سبيل صياغة مبادرة يعتبر جنرال الفساد نفسه هو أول مستفيد منها، بل ظل هذا الأخير وفيا لخطه الدكتاتوري ونهجه الإستبدادي فاستهزأ بالمبادرة وأطلق عيها رصاصة الرحمة قبل أن يقرأها، وأرسل لولد بلخير رسالة واضحة تقول: حزب “الرك ” برام ولد اعبيدي  بديلا عنك فتوقفت المبادرة وعادت مياه المجاري الصحية بين مرحاض عزيز وصهريج التفريغ المسعودي إلي سابق عهدها .

هذا المنشور نشر في Uncategorized. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق